هل هناك علاقة بين مشاهدة كرة القدم والإصابة بأمراض القلب؟

سُلطت الأضواء في الآونة الأخيرة على دراسة حديثة تشير إلى أن هناك علاقة وطيدة بين مشاهدة مباريات كرة القدم والإصابة بأمراض القلب، وأكدت الدراسة على أن عدد حالات الإصابة بأمراض القلب قد زادت بشكل كبير في المستشفيات الألمانية، وبشكل خاص بعد نهائي مونديال 2014.

وفقاً للتقرير الذي انتشر قبل عدة أيام على الصحيفة الفرنسية “Le Monde”، كشف عن أن لكرة القدم تأثير كبير على صحة القلب، وأكد التقرير أن الأضواء الآن سواء كان ذلك في الإعلام أو في المختبرات الطبية مُسلطة بشكل كبير لدراسة العلاقة بين مشاهدة كرة القدم وتأثيراتها على صحة القلب، وأكد التقرير أن الحديث عن هذه العلاقة أصبح جدياً خاصة بعد أن سقط لاعب منتخب الدنمارك “كريستيان إريكسن” صاحب الـ 29 ربيعاً على أرضية الميدان بسبب توقف قلبه عن النبض في مسابقة “يورو 2020” في تاريخ 12 من شهر يونيو، أثناء المواجهة التي جمعت كل من منتخب الدنمارك مع نظيره الفنلندي.

استخلاص العبر من الحادثة  

تطرق التقرير للحديث عن تقدمات إيجابية ظهرت في حادثة سقوط اللاعب الدنماركي “كريستيان إريكسن“، حيث أكد التقرير على أن هناك إجراءات متقدمة يقوم بها الفريق الطبي لإنقاذ حياة اللاعبين، كتدليك عضلة القلب، والصدمات الكهربائية، والتدخل العاجل، أثبت فعلاً فعالية مثل هذه التدخلات، وأضاف التقرير أنه من الضروري العمل على تعزيز الإسعافات الأولية وتعميمها بشكل كبير في الأماكن العامة والمرافق الرياضية، مع التأكيد على استخدام الأجهزة المتقدمة لتنظيم عمل نبضات القلب.

وذكر التقرير على أنه من النادر حدوث حالات كتلك التي حدثت مع اللاعب الدنماركي، كما ذكر التقرير أنه من النادر حدوث حالات وفاة في صفوف الرياضيين بشكل مفاجئ، وأعزى التقرير حالات الوفاة التي تحدث للرياضيين بشكل مفاجئ إلى علاقتها بأمراض وراثية.

وفي تقرير آخر نشرته الصحيفة الإنجليزية عقب انتهاء المباراة النهائية التي جمعت المنتخب الإنجليزي بنظيره الإيطالي، كشف عن وجود علاقة بين المراهنات الرياضية والإصابة بالأمراض القلبية، وأكد التقرير أنه كلما كان هناك فشل في توقع نتائج المباريات ومجرياتها، كلما زادت نسبة الإصابة بالأمراض القلبية وأمراض الأوعية الدموية، وعلى النقيض تماماً، كلما زادت نسبة توقع نتائج المباريات، كلما قلت نسبة الإصابة بالأمراض القلبية، ونتيجة لذلك، ظهرت العديد من مواقع المراهنات الرياضية؛ للمساعدة في توقع الفريق الفائز ونتائج المباريات وفقاً لإحصائيات ومجريات اللعب الحقيقية، وللتعرف أكثر على تلك المواقع، طالع معنا: المراهنات الرياضية على احلى بت

دراسة ألمانية حديثة

في السابع عشر من شهر يونيو، كشفت صحيفة “Scientific Reports” عن دراسة ألمانية حديثة مقتصرة على الجماهير، تبين من خلالها أن هناك عدد من المرضى أدخلوا للمستشفيات ألمانيا بسبب وجود اضطرابات في عضلة القلب خلال منافسات مونديال 2014، حيث بلغ عدد المرضى حوالي “18 ألف و500 حالة مصابة بأمراض القلب خلال 30 يوماً من المونديال، وكشفت الدراسة على أن هذه الأعداد قد تزداد في تصفيات كأس العالم القادمة، وفي إحصائية نشرتها الدراسة تبين أن أعداد المرضى المصابين باحتشاء عضلة القلب في عام 2013 كان عددهم حوالي 15 ألف، وفي عام 2015 كان عدد المرضى حوالي 17 ألف.

وكشف “كارستن كيلر” مؤلف الدراسة الألمانية عن أن معدل الوفيات عند المشجعين المصابين بالأزمات القلبية كان أقل بكثير من عام 2014، وأكد أن المباراة النهائية التي جمعت المنتخب الألماني مع نظيره الأرجنتيني كان عدد الوفيات فيها أكبر بكثير من الآن، حيث زاد معدل الوفيات بنسبة 12% في يوم المباراة النهائية، وأكد المؤلف على أن هناك علاقة وطيدة بين زيادة شعبية كرة القدم وحالات الوفاة في ذلك اليوم، حيث شاهد المباراة التي جمعت المنتخبين الألماني والأرجنتيني أكثر من نصف السكان.

تناول الأطعمة الصحية والتوتر  

أكدت الصحيفة الفرنسية “لوموند” على ظهور دراسات جديدة قائمة بشكل خاص لدراسة تأثير مشاهدة كرة القدم على صحة القلب، ودراسة العلاقة بين الأزمات القلبية ومتابعة مباريات كرة القدم، وأشارت الصحيفة على أن هناك اختلافات كبيرة في آراء المؤلفين والكُتاب.

وفي السياق ذاته، أكد “فرانسوا كاري” مختص علوم القلب الرياضي، على صحة الدراسة التي الحديثة التي ألفها “مارستن كيلر”، وقال أن النتائج قد تكون متباينة في بعض الحالات، وقد تحدث أخطاء في تفسير العلاقة بين مشاهدة كرة القدم والأزمات القلبية، ودلل في حديثه على أن هناك دراسة سابقة تحدثت عن انخفاض في أعداد الوفيات والإصابات بالأزمات القلبية وأمراض الأوعية الدموية في فرنسا في عام 1998، عقب فوز المنتخب الفرنسي في مونديال كأس العالم في ذلك العام.

وبالحديث عن العلاقة بين الوجبات السريعة وتناول المشروبات الكحولية أثناء متابعة مباريات كرة القدم والإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، قال مختص الأمراض القلبية “كاري” أنه لم يتم إلى حد الآن التوصل إلى نتائج حقيقية حول تأثير العادات الغذائية غير الصحية على سلامة القلب والأوعية الدموية، ولا توجد إلى حتى الآن دلائل تشير إلى وجود علاقة بينهم، كما وأضاف على أن هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي يتم إجراؤها حالياً من التوصل إلى نتائج حقيقة مُثبتة علمياً، ومن المتوقع خروج تلك النتائج قبل مونديال قطر لعام 2022.

للباحثين آراء تبدو حقيقية

علق العديد من الباحثين على الدراسة الألمانية، حيث يرى البعض أن هناك علاقة وطيدة بين حدة التوتر الذي يشعر به المشجع والمتابع لمباريات كرة القدم، وبين الإصابة بالأزمات القلبية واضطرابات عضلة القلب، حيث أشار الباحثين إلى أن زيادة التوتر قد تؤدي على زيادة في نشاط الجهاز العصبي الودي عند المشجعين، الأمر الذي قد ينجم عنه حالات تجلط في الدم؛ وأكد الباحثين أن هذه الحالات قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، كانقباضات في عضلة القلب والأوعية الدموية، وتصلب في الشرايين خاصة في الشرايين التاجية المتصلة بالقلب.