إيطاليا تنجح في التتويج بلقب كأس أمم أوروبا 2020

كان للمباراة النهائية التي جمعت المنتخب الإيطالي بنظيره الإنجليزي طعم خاص، كيف لا وهي مباراة نهائية في مسابقة قارية تسابق المشجعين لحضورها من جميع أنحاء العالم، حيث تمكن الطليان من التكشير عن أنيابهم وإغلاق كافة الطرقات على مهاجمي منتخب إنجلترا من أجل الوصول للأشواط الإضافية ومن ثم لركلات الجزاء؛ حيث تمكن الطليان من التتويج باللقب الغالي بعد فوزهم على نظيرهم الإنجليزي بثلاث أهداف لهدفين، على أرضية ملعب “ويمبلي” في لندن.

خيم التعادل الإيجابي على الفريقين خلال الوقت الأصلي للمباراة، ووفقاً لقوانين كرة القدم، يُمنح الفريقين أشواط إضافية، ولكن تعثر حظ المهاجمين في ترجمة الفرص إلى أهداف طوال الأشواط الإضافية، لينتقل الحكم للمرحلة النهائية، ألا وهي ركلات الجزاء، والتي فشل في استغلالها لاعبي المنتخب الإنجليزي، بينما نجح المنتخب الآتزوري في قلب النتيجة لصالحه، والفضل يعود للحارس الكبير والمخضرم “دوناروما“.

مجريات المباراة  

بمجرد أن أطلق الحكم صافرة بداية المباراة، أظهر منتخب إنجلترا رغبته الملحة في الفوز وتسجيل الأهداف، ومع الضغط الشديد على لاعبي المنتخب الإيطالي، تمكن اللاعب الإنجليزي ومدافع نادي (مان سيتي) “لوك شو” من تسجيل الهدف الأول في المباراة وتحديداً في الدقيقة الثانية من عمر الشوط الأول.

يعود الفضل في الشوط الأول للاعب المتألق “كيران تريبير”، الذي صوب الكرة بقوة من عرضية أرضية، ليفشل الحارس الإيطالي بتوقعها، ليتمكن بعد ذلك “لوك شو” من استغلال الفرصة وتسجيلها في شباك الحارس “جيانلويجي دوناروما”.

أكثر من 60 ألف مشجع للمنتخب الإنجليزي، أظهروا رغبتهم وحماسهم وتمنياتهم للمنتخب الإنجليزي في نيل أول ألقابه في بطولة “يورو 2020″، والتي غاب كأسها عن خزائن المنتخب منذ وقت طويل.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “The Sun” الإيطالية، كشفت فيه عن تغيير المشجعين لرهاناتهم عبر مواقع الإنترنت ومواقع الكازينوهات أون لاين، حيث ذكر التقرير أن أكثر من 50 ألف مشجع، قاموا بتغير توقعاتهم للنتيجة النهائية للمباراة في أعقاب إنتهاء شوط المباراة الأول، ورجحوا كفة الفوز للمنتخب الإيطالي بدلاً من المنتخب الإنجليزي، وللتعرف أكثر على مراهنات كرة القدم أون لاين، تحقق هنا

تراجع لاعبي منتخب إنجلترا بعد الهدف  

وعلى عكس المتوقع، بعد تسجيل الهدف الأول، كان لازاماً على اللاعبين الاستمرار في الضغط على الخصم من أجل تسجيل المزيد من الأهداف وزيادة الحصيلة التهديفية، ولكن حدث ما لم يكن يتوقعه أحد، حيث تراجع لاعبي منتخب إنجلترا للخلف، من أجل تأمين صفوف دفاعهم، والاعتماد على المرتدات، كتكتيك جديد، وفي الناحية الأخرى، تمكن الطليان من الاستحواذ على الكرة بشكل كبير، ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في استغلال الفرص وتحويلها لأهداف طيلة الشوط الأول، ويعود السبب لشجاعة المدافعين الإنجليز في حماية مرماهم، واقتطاع الكرة قبل وصولها لخط الـ 18.

وفي الدقيقة الـ 35 من عمر الشوط الأول، تمكن اللاعب “فيديريكو كييزا” مهاجم نادي “يوفنتوس” الإيطالي من تسديد كرة صاروخية أرضية على مرمى الإنجليز، ولكنها لم تكن مصوبة بالشكل الصحيح، لتخرج إلى خارج الملعب، وهي الهجمة الوحيدة التي تمكن فيها اللاعبون الطليان من الوصول إلى مرمى منتخب إنجلترا.

الشوط الثاني: إيطاليا انتفضت

والآن الشوط الأول غالباً شوط اللاعبين، فالشوط الثاني دائماً يكون شوط المدربين، ففي ظل انتفاضة لاعبي منتخب إيطاليا، عاد الإنجليز لحماية عرينهم، شيئاً فشيئاً، تمكن الطليان من اختراق الدفاعات الإنجليزية بجدارة، تحديداً في الدقيقة 56 من عمر الشوط الثاني، حيث تمكن اللاعب المتألق “لورينزو إنسيني” من تصويب الكرة بقوة على الزاوية اليسرى لحارس مرمى منتخب إنجلترا “جوردان بيكفورد”، ولكنها لم تكن بالقوة المعهودة.

في الدقيقة 62، انطلق “كييزا” ليضرب دفاعات منتخب إنجلترا ويصوب الكرة بقوة، ولكن الحظ عانده للمرة الثانية، حيث نجح “بيكفورد” من التصدي للكرة بنجاح، ومع مواصلة الضغط الإيطالي، وعودة الإنجليز لرص صفوفهم، جاء هدف التعادل في الدقيقة 67 من عمر الشوط الثاني، بأقدام المدافع الصلب “ليوناردو بونوتشي”، وذلك بعد أن ارتباك مدافعي المنتخب الإنجليزي أثناء تنفيذ ركلة ركنية، لتبقى النتيجة إيجابية بين الفريقين بهدف لكل منهم.

هدف الطليان: بعثر خطط الإنجليز

هدف التعادل الذي سجله المدافع الإيطالي “ليوناردو بونوتشي” أثناء تنفيذ ركلة ركنية في الدقيقة 67، جعل لاعبو منتخب إنجلترا يعودون للدفاع عن مرماهم وإغلاق كافة المنافذ؛ لمنع الطليان من مواصلة هجماتهم، وعلى الرغم من أن الطليان استمروا في الضغط المتواصل على الإنجليز؛ لمحاولة الوصول لمرمى “بيكفورد” وتسجيل هدف الفوز، عاند الحظ اللاعب “دومينيكو بيراردي” عندما سدد كرة صاروخية قريبة من مرمى “بيكفورد”.

إحصائيات المباراة خلال الوقت الأصلي

بعد نهاية الوقت الأصلي، كانت الإحصائية تشير إلى تفوق المنتخب الإيطالي على نظيره الإنجليزي في نسبة استحواذ الكرة، حيث بلغت نسبة استحواذ الطليان على الكرة حوالي 71%، بينما بلغت نسبة استحواذ الإنجليز على الكرة خلال شوطي المباراة حوالي 31%.

الأشواط الإضافية: تغيير جذري

تخلى منتخب إنجلترا عن أسلوبه الدفاعي في مناطقه تحديداً في الشوط الإضافي الأول، وخلال الدقائق الأولى، تمكن مهاجمي المنتخب الإنجليزي من شن هجمات متواصلة على مرمى “دوناروما” ولكن دون جدوى.

وبعد أن أيقن الطليان بأن الخطر أصبح قريب منهم، انتفضوا مرة أخرى، وفي الدقيقة 103، كادوا أن يسجلوا هدفاً رائعاً من عرضية استغلها المهاجم “فيديريكو بيرنارديسكي”، ولكن كان لحارس الإنجليزي المتألق رأي أخر، ليتصدى للكرة بكل جدارة واستحقاق.

وعلى هذا المنوال استمر الشوط الثاني الإضافي بين الفريقين، دون استغلال صريح للفرص المتاحة، حتى وصلت المباراة بين الفريقين لركلات الجزاء، والتي نجح في استغلالها المنتخب الإيطالي، بفضل تألق حارسه العملاق “دوناروما” وتوج باللقب الغالي.

ويعتبر هذا اللقب الذي نجح الطليان في اقتناصه من الإنجليز، هو ثاني لقب بعد فوزهم باللقب الأول تحديداً في عام 1968.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Adblock detected!

Please whitelist our nilesports.com and refresh this page!